يحتوي الادب الفرعوني على العديد من الحكايات منها الخيالي ومنها مايحتوي قبسا من الحقيقة
وكانوا يسجلون حكاياتهم على جدران المعابد واوراق البردي فظلت حية معنا حتى الان
وهنا سنذكر بعض هذه الاساطير.
وسأبدأ باسطورة شهيرة فيها العديد من المعاني وهي اسطورة ايزيس
(1)
ايزيس :
أسطورة إيزيس و أوزوريس على الرغم من أنها صراع بين الخير والشر - فى الأساس - إلا أنها أيضا تعد
إحدى قصص الحب و الإخلاص الشهيرة في الادب الفرعوني.
والأسطورة -بالتفصيل - تقول إن أوزوريس كان رجل طيب اخذيعلم الناس ما
يحتاجونه من أمور دنياهن فى الحقول بينما كانت إيزيس برفقته تقوم بمهامها
بين الناس فى البيوت و بين النساء .
فلما مات ملك البلاد اختار الناس أوزوريس ليكون حاكما للبلاد.وبحكم أوزوريس
عم البلاد الخير والرخاء إلى أن ظهر أخيه ست وبدأت معه تظهر بعض المصائب و
لا يفوت الأسطورة أن تذكر لنا أن ست كان قبيح الخلقة مشروم الشفة حتى تظهر
أنيابه منها ولعل هذا يغفر عدم ذكر السبب الأساسي لكره ست
لأخيه أوزوريس فدائماً الفشل يكره النجاح و القبح يكره الجمال .
ويحتال ست على أخيه فيعطيه هدية نفيسة عبارة عن عباءة من قماش نفيس جدا
يحوز إعجاب الملك ثم يدعوه إلى سهرة فتظهر إيزيس عدم اطمئنانها إلى هذه
الدعوة ولكن أوزوريس لم يلتفت إلى أحاسيس زوجته الوفية التى تتراقص أمامها
أشباح المكيدة دون دليل واضح . وفى الاحتفال الذى أعده ست لأخيه
دارت الكؤوس ومعها الرؤوس ثم عرض ست التابوت الذى كان قد أعده مسبقا وعرضه
على الجمع الذى اعجب به وقال انه سيهدى هذا الصندوق- البديع الصنع المزخرف
بالنقوش والموشى بالذهب- إلى الشخص الذى يطابق الصندوق مواصفات جسده و بعد
أن جرب كل الموجودين فى الاحتفال الصندوق اتضح انه لا يوافق جسد أى منهم
أشار ست على أخيه الملك بأن يجرب لعله يفوز بهذا الصندوق
الجميل وبعد أن اعرض الملك فى البداية عن الفكرة انصاع لرغبة أخيه وقام من
مجلسه ومشى فى خطوات ثابتة إلى التابوت وهولا يلحظ هذا الشرر الذى يخرج من
عينى أخيه. وما أن جلس أوزوريس فى التابوت وقبل أن يظهر الحاضرون عجبهم من
المطابقة الشديدة . أخذ ست الغطاء و أغلقه على جسد أخيه واغلق الأقفال وصب
عليه الرصاص السائل لأحكام الأقفال .
تقول الأسطورة أن ست قام بمحاولة الاستيلاء على المدينة لكن أوزوريس دافعت
عن مدينتها و سلامة شعبها إلى أقصى ما تستطيع لكن الأيام دول تمكن الغادرمن
دخول المدينة وظن أنه سينال من الملكة لكن التعاويذ التى تعلمتها إيزيس من
كبير الآلهة جاء وقتها و عندما دخل ست إلى قصرها كانت تتلو هى إحدى
التعاويذ القوية آلتى تحولت بواسطتها إلى طائر صغير استطاع أن يفر من خلال
النافذة بينما يقف ست مبهوتاً خائب الأمل .
حينما طارت إيزيس عن القصر لم تكن قد حددت وجهة معينة لتبحث فيها عن
زوجهاوحبيبها لكنها كانت تهبط من وقت لآخر إلى الأرض تسأل من تستشف فيه أن
تجدلديه العون .. ولكن انقضت أيام طويلة ولم تعثر على اثر لجسد الحبيب .
وفيما هي تطير فوق النهر وجدت امرأة بجوار النهر فتجسدت إيزيس و نزلت
تسألها عن التابوت فقالت لها المرأة : ـ إن الجنيات قد ظهرن لزوجها واخبرنه
أنهن رأين تابوتا يطفوا على وجه الماء و يشع من حوله النور واخبرنه أن هذا
الصندوق يحتوى على جسد الملك أوزوريس ولكن زوجها لم يصدق ذلك لأن الملك
موجود فى طيبة
وهنا اغرورقت عينا إيزيس بالدمع و أخبرت المرأة بما حدث وأنها تبحث عن
حبيبها ومليكها . الآن عرفت إيزيس أن التابوت مر من هنا و أصبحت تعرف
الاتجاه الذى ستمضى فيه وأخذت تطير بالقرب من سطح النهر إلى أن وصلت إلى
الدلتا حيث يتفرع هناك النهر إلى فرعين وهنا وجدت إيزيس فى نفس حيرتها
السابقة فمع أى فرع تمضى .
فيما هى فى حيرتها وقعت عيناه على مجموعة من الأطفال يلعبون ولكنها لاحظت
أن هناك طفلا يبكى فتجسدت فى صورتها البشرية الجميلة ونزلت تسأله عن سبب
بكائه وبعد محاولات عديدة أخبرها أنه كان يريد الصندوق الذى كان يسبح على
صفحة النهر .
سألته وأين ذهب الصندوق ؟ فأخبرها عن اتجاه مسير الصندوق ودعت إيزيس الطفل
الصغير بعدما وعدته بإحضار صندوق جميل يستطيع أن يحمله بدلا من الآخر الذى
لم يستطع إخراجه من الماء .
وبعد مسيرة طالت على إيزيس قابلت ( بس) كبير الجنيات فسألته عن الصندوق
فقال لها أن الصندوق قد نزل إلى البحر وتقاذفته الأمواج إلى أن مال تحت
شجرة من أشجار الحور التى احتوت الصندوق ونما جزعها بسرعة ودارى الصندوق
سألته هل سأجد الصندوق هناك فقال لها أن الأمر ليس بهذه البساطة فقد جاءملك
بيبلوس وقطع الشجرة ليضعها عنده فى البهو وهى الآن تحمل سقف به قصرملك
بيبلوس وكافأته إيزيس بأن أجابت له كل طلباته التى أرادها مستخدمةقواها
وتعاويذها السحرية
ثم تابعت رحلتها الطويلة فى صبر منقطع المثال وعندما وصلت إلى ببيبلوس قامت
بتمريض ابن الملكة حتى تستطيع أن تنال الحظوة لديها و لم تمض أيام ثلاثة
حتى كان الطفل يجرى فى أنحاء القصر واتخذت الملكة من إيزيس كبيرةلمربيات
القصر ولعل هذا كان من اكبر ما تحملته إيزيس فبعد أن كانت ملكة
أصبحت مجرد مربية ولكن كل شئ يهون فى سبيل الحبيب والزوج والملك وقد حاولت
أن تصل بهذا الغلام إلى الخلود الأبدي و لكن لهفة أمه و جزعها عليه أفسدت
محاولتها.
عندما عاد الملك من رحلته إلى القصر روت له الملكة الكثير . . و الكثير عن
أفعال إيزيس الطيبة و أوضحت له أن المرأة ليست سوى ملكة وأنهايجب أن تلقى
التكريم اللائق بها وتمضى إلى حال سبيلها .
وتعجب الملك من الامر فكيف يمكن ان يكرم هذه الملكة ويوفيها حقها؟
ذهب الملك إلى إيزيس وركع بين يديها وقبل اليد الممدودة إليه وقال لها فى
أدب جم أنه يشكرها لتشريفها لهم و اهتمامها بالطفل الصغير وسألها إن كان فى
مقدوره أن يقدم لها أية خدمة من الخدمات .طمأنته إيزيس على زوجته وأخبرته
أن ميعاد رحيلها قد دنى أنها تطلب منه منة لا تنسى فقال لها الملك: "
طلباتك مجابة منذ الآن . . " فقالت إيزيس : " الدعامة الموجودة فى البهو
الكبير … إنني أطلبها منك …"
لم يكن الملك يتوقع منها هذا الطلب . لكنه لم يكن ليرفض لها أى طلب مهماكان
. انقضى النهار بطوله والعمال فى جد يقومون بخلع الدعامة و إيزيس تقف فى
انتظار بكل الشوق و الحب تتابع الموقف فى ترقب شديد فقد طال الانتظارلرؤية
الحبيب وبعد أن أتم العمال انتزاع الشجرة من مكانها قامت إيزيس بشق اللحاء
فظهر التابوت وبعد القيام بكل مراسم التقديس والإجلال حمل العمال التابوت
فوق القارب الذى ستبحر به إيزيس وهكذا انتهت رحلة إيزيس بعد طول عناء بأن
وجدت محبوبها فقد كافأها الإله الكبير رع كما تقول الأسطورة وأعاد إليها
حبيبها.
وهنا تبدأ مرحلة جديدة من الأسطورة وهى لا تقل أهمية عن المرحلة
السابقةفعندما وصل القارب إلى حيث شاء الرب قامت إيزيس بمحاولات عديدة لفتح
التابوت وبعد عناء شديد تمكنت من إزالة الرصاص ثم قامت بفتح الأقفال اخيرا
رأت جسد الحبيب أمام عينيها إنها الآن تستطيع أن تلمس أوزوريس الحبيب ولكن
عليها الآن أن ترجع إلى التعاويذ لتعرفما يجب عليها أن تفعله و بالفعل قامت
بذلك و على الرغم من إنها لم تكن فى حاجة حقيقة لمذاكرة التعاويذ أو
مراجعتها إلا أنها رأت أن تفعل ذلك فهوأوزوريس الذى تحاول إنقاذه و لذا فهى
لا تقبل أن يكون هناك أى احتمال للسهو أو الخطأ
بدأت إيزيس فى تلاوت التعاويذ والأدعية وألحت على الإله و أعادت مرات ومرات
بل وقامت بترتيل أقوى التعاويذ و هى التعويذة القادرة على إعادةالحياة و
بالفعل استجاب الإله لدعواتها وعادت الروح إلى الحبيب الذى طال انتظاره و
سعدت إيزيس بحبيبها أوزوريس وعاشا فى هناء لا يعرف مثيله إلا من
حرم من محبوبه حرمانا حقيقيا ثم رد إليه ولكن هل تقف الأسطورة عند هذاالحد.؟
تقول الأسطورة أن الحبيبين عاشا فى هناء لعامين أو أكثر أنجبت خلالهماالابن
الجميل حورس الذي شب على عين أبيه يعلمه كل ما يعلم على صغر سنه
صيدالأسماك واستخدام الشباك والحراب والأسهم .
وكان أوزوريس لا يغيب عن أسرته السعيدة إلا فى الضرورة القصوى للبحث عن
الصيد وسعى وراء الطعام للام والطفل الصغير وتحملت إيزيس ضيق العيش مع
الحبيب أوزوريس وعاشت فى كوخ صغير ليس فيه من متع العيش إلا القليل جدا بل
أحيانا كان لا يحتوى على شئ من مصادر الإسعاد غير وجود محبوبها و صغيرها
كانت تقبل أى شئ إلا أن يغيب عنها حبيبها و لكنها قبلت ذلك عندما اخذالحبيب
فى الخروج للبحث عن الصيد على ألا يتأخر اكثر من يوم وذات مرةخرج الحبيب
للصيد وتأخر و طال الانتظار ولم يعد وعندها شعرت إيزيس أنها لن ترى حبيبها
ثانية .
عند ذلك ذهبت إلى القارب الذى حضرت به إلى هذا المكان النائي هى وحبيبهامنذ
سنوات و يا لهول ما رأت انه الشرير ست و قد جلس فى القارب و أخذ يعده
للرحيل وعندما رآها أخبرها أنه سيأخذها هى والصغير إلى طيبة وعندما سألته
عن الحبيب أخبرها بكل البرود انه استطاع أن يقتله و يقطع جسده إلى أجزاء
ويودع كل جزأ فى طرف من أطراف البلاد حتى لا تستطيع أن تقوم بإعادة الحياة
إليه بواسطة التراتيل والرقى .
حزنت إيزيس أشد الحزن على المفقود ولم تعر ست الشرير أى انتباه حتى
عندماعرض عليها ملك طيبة وأنه يريد أن يجعلها ملكة مرة أخرى ثارت عليه
وقالت أنها لا تأبه بكل عروش الدنيا و أنها تستطيع أن تدمره و لكنه سخر
منهاثانية و أخبرها أنه أتخذ كل احتياطاته حتى لا يؤثر فيه سحرها و فاجأها
بالكثير من أعوانه الذين غلبوها على أمرها و وضعوها فى القارب و بدؤوارحلة
العودة إلى طيبة حيث قام بإيداعها أحد القصور الخاصة و أوصى بأن يظلوا بهذا
المكان ولا يسمح لهم بالخروج منه. وبعد طول الحبس وكثرة التوسل لرع كبير
الآلهة أخيرا استجاب لها وأرسل لها توت اله المعرفة الذى عاونها
على الخروج من الحبس الذى وضعها فيه ست وقد وعدها توت أكثر الآلهة
حكمةبأنها لابد ستجد جسد أوزوريس و ستتمكن من أعادته إلى الحياة وبعد أن
تركهاوجدت معها سبعة عقارب أسفل قدميها وبدأت إيزيس رحلة جديدة من البحث و
كانتكلما تذكرت أن ست الشرير سيطاردها عندما يكتشف هروبها يدفعها ذلك إلى
الإسراع والجد فى المسير إلى أن أخبرتها العقارب السبعة بأنه يجب عليها أن
تقيم فى هذه المدينة إلى أن يقضى رع أمره .
و عندما وصلت إلى مدينة تب دخلت إلى قصر الأمير ولكن زوجة الأمير
طردتهالأنها خافت من العقارب و خرجت إيزيس إلى القرية وعانت الكثير حتى
وجدت من يقبل استضافتها خاصة بعد أن طردتها الأميرة وحتى عندما وجدت امرأة
آوتهاقامت الأميرة لطردهما وهنا كان لابد لإيزيس أن تستخدم قواها لإجبار
الأميرة على أن تقبلها ولعلها لم تصل إلى الفكرة قبل أن يذب العقارب السبعة
وقاموا بلدغ الطفل ابن الأميرة وهنا هرعت إيزيس لإنقاذ الطفل وبعدتراتيل
عديدة تمكنت إيزيس من إنقاذ الطفل وقد دفع هذا الأميرة إلى التراجع عن
قرارها المتعسف لطرد المرأة و طرد إيزيس أيضا و بعد هذا كانت هناك مفاجأة
كبيرة تنتظر إيزيس حيث قام الخبيث ست بإرسال أحد العقارب الشريرةفقام بلدغ
الصغير حورس الذى لم يستطع مقاومة السم وعندما جاءت إيزيس كان الأوان قد
فات ولم يعد فى إمكان أحد إنقاذه الصغير.
والآن إيزيس تبكى ويقطع أنينها صمت الليل الآن قام ست بقتل زوجها الحبيب
أوزوريس وتشريدها فى الأرض وقام أخيرا بسلب طفلها الوحيد وصرخت فى
لوعة"أعده إلى ثانية أيها الإله رع …أنت يا من تملك مفاتيح الحياة و الموت
استمع لصلاتى و لا تدع ولدى الوحيد يؤخذ منى على هذا النحو… "وأخيرا أجابها
توت اله المعرفة وأخبرها أن الصغير حورس لن يلحق به أذى وأخذ توت يتلو
كلمات السحر التى تكمن فيها القوة وعندئذ بدأت الحياة تدب ثانية فى الطفل .
وقفزت إيزيس إلى مهد الطفل و ضمته إليها ثم تذكرت أنهالم تؤد فروض الشكر
إلى ذلك الذى استجاب لصلاتها فاستدارت إليه لتشكره ولكن توت قد انصرف دون
انتظار الشكر كعادته .
آن الأوان لتبدأ إيزيس رحلة البحث من جد يدعن جسد أوزوريس ولكن هنا مظهرآخر
من مظاهر الوفاء فعلى إيزيس أن تجد مكانا لأبنها و ابن حبيبها قبل أن تذهب
للبحث و بالفعل تركته عند الكاهنة التى تعيش فى الجزيرة المسحورة
واستأنفت هى رحلة البحث وبعد طول عناء أخيرا وجدت رأس حبيبها وتبع ذلك
تجميع باقى أجزاء الجسد إلى بعضها البعض وقامت إيزيس بتلاوة التعاويذ وتم
للمرة الثانية هذا العمل فى جو من الرهبة الحزينة والجلال الرهيب وتكلل هذا
كله بالرقى و التعاويذفعاد أوزوريس مرة أخرى إلى الحياة .
و الأسطورة لا تقف عند هذا الحد بل إنها لا تكتمل إلا بانتصار حورسوانتقامه لأبيه و أمه واستعادته للملك بل وقتل ست الشرير
هذه القصة تعد من اروع قصص الفراعنة,فيها تجسد الوفاء والحب والاخلاص
والتضحية,حيث نرى انه بالرغم من المصاعب التي واجهت ايزيس الا انها لم تتخل
عن دورها كزوجة وأم بالعكس تحدت المصاعب وتحدت اشر المخلوقات لتنقذ زوجها
وتنقذ ابنها
فهي هنا مثال للامومة والمحبة
(2)
قصة الملاح التائه:
اختلف المؤرخون حول ان كانت هذه القصة تحوي اي جزء حقيقي وبولغ في احداثها ام انها كلها وليدة الخيال الفرعوني الخصب
واليكم القصة:
قصة الملاح التائه
نقشت علي برديه ترجع الي نحو عام 1800 قبل الميلاد
-----------------------------------------
تحكي ان بحارا اصطدم بجزيره زاهره بعرض البحر المتوسط اصطداما هائلا،فقد
ابحر و معه 500 من اشجع البحاره المصريين و اكثرهم حنكه ،علي ظهر سفينه
ضخمه يزيد طولها عن مئة قدم و عرضها عن الثلاثين.في بعثه الي المناجم،و
بينما هم مبحرين ،هبت عليهم رياح هوجاء ،و عاصفه مهلكه و اصطدمت السفينه
بامواج عاتيه يصل ارتفاعها الي ثلاثين قدما،فهلك العديد من الرجال سقوطا في
البحر و في النهايه تبعتهم السفينه نفسها
و القي بحارنا ،الذي يجاهد للبقاء علي قيد الحياه ،بنفسه من فوق المركب
الذي بدا في الغرق؛و تشبث بلوح من الخشب ،و ظل التيار يجرفه و هو متشبث
باللوح الطافي لمدة ثلاثة ايام و ثلاث ليال .وفي اليوم الرابع طرحته موجه
عملاقه علي شاطيء جزيره غريبه و غامضه ؛جزيرة كا .فزحف لاهثا الي ماوي تحت
شجره
بعد ان استراح قليلا قرر ان يستكشف ما حوله و يبحث عن ناجين اخرين .و تسمر
من هول المفاجاه عندماراي قدرا هائلا من الكروم و الشجيرات التي تحمل العنب
،و التين ،و التوت .و شاهد حيثما وجه بصره فيضا من الحياه:القمح و الشعير و
كل الثمار و الطيور و الحيوانات ؛كلها تجول في جزيره غير ماهوله بالبشر و
بعد ان ملاء معدته بالفاكهه قرر ان يحفر حفره و يشعل فيها النار و شرع في
طهي بعض اللحم و السمك لنفسه و قدم قرابين مشويه للالهه امتنانا من اجل
سلامته و حسن حظه
و سرعان ما بدات الارض تهتز ،و الاشجار تضطرب .و فجاه برز ثعبان عملاق جسمه
مكسو بحراشف ذهبيه ،رافعا راسه نحو البحار الممتليء رعبا .و فتح الثعبان
فكيه ،و تحدث بصوت هادر ،سائلا البحار عن المكان الذي جاء منه _و قال انه
اذا كانت اجابة البحار مغايره لما كان -الثعبان -قد سمعه فعلا من قبل
فسيلتهمه
و حكي البحار و هو يرتعد رعبا قصة العاصفه و موت كل زملائه ،و طمانه
الثعبان و اكد له بانه امن لانه جاء للجزيره عبر البحر ،و انه كان الناجي و
المختار الوحيد من الكارثه التي اهلكت العديد من الرجال العظماء ،و كشف
الثعبان انه واحد من 75 ثعبانا عاشت علي الجزيره ،بالاضافه الي فتاه صغيره
جاءت مؤخرا عندما سقط نجم .و اخبر الثعبان البحار ان لديه نعمة القدره علي
التنبؤ ،و تنبا له بان سفينة انقاذ ستصل خلال اربعة شهور لتعيده الي بلده
نو نظرا لاحساسه الغامر بالامتنان تعهد البحار بالعوده الي الجزيره و معه
كنوز و قرابين ،عطور نو بخور ،و حيوانات من مصر كهدايا للثعبان
و ضحك الثعبان فلم تكن جزيرته بحاجه لاي شيء يمكن ان يحضره البحار .و اضاف
ان جزيرة كا سوف تغرق في البحر الذي جاءت منه بعد ان يرحل البحار ،و لن
تظهر نفسها مرة اخري الا للتائه المختار التالي
و بعد مرور اربعة اشهر نو صلت السفينه .و اهدي الثعبان للبحار هدايا من
العاج ،و الكحل و العطور الفاخره ،و نبات السنا ،و التوابل ،و الاخشاب ،و
الذهب ،و الفضه ،و الزراف ،و القرود،لياخذها معه الي مصر.و امضي هو ورفاق
السفينه الجدد شهرين مبحرين،و شاهد الجزيره تتضاءل و تتضاءل حتي اختفت من
مجال البصر تماما كما اخبره الثعبان
وتاثر الوزير بهذه القصه للغايه و نقلها الي الفرعون الذي امر بدوره رئيس
الكتبه امون امونا بتدوينها علي البردي .و كوفيء البحار بمنصب كبير موظفي
القصر ،تعويضا له عن محنته و مكافاة عن روح المغامره -اوربما لابداعه في
اختراع هذه القصه لتفسير الكيفيه التي اصبح بها ثريا
---------------------------------
من كتاب روح مصرالقديمه --تاليف انا رويز---مكتبة الاسره 2006---ترجمةاكرام يوسف
منقول
في هذه القصة تمثلت الشجاعة واهمية الصدق للنجاه
اتمنى ان تكون اعجبتكم
(3)
قصة سنوحي:
تعد هذه القصة من اشهر القصص في الادب الفرعوني (بالاضافة الى قصة ايزيس واوزوريس)
وترجمت قصة سنوحي الى العديد من اللغات وقدمت ايضا في فيلم
وتحكي هذه القصة عن طبيب مصري شهيرفي احدى فترات الاضطراب التي مر بها
التاريخ المصري. بعض الروايات لهذه القصة تحكي انه كان في عصر تال
لاخناتون, والبعض يقول في عصر امنمحات, لكن المؤكد انها فترة مضطربة من حكم
مصر فيها العديد من المؤامرات والدسائس.
كان والده يعمل بالطب, وتعلم منه سنوحي تلك المهنة,حتى صار طبيبا بارعا بالرغم من صغر سنه, وترقى حتى صار طبيبا خاصا للفرعون.
اشتهر سنوحي باجراء الجراحات الصعبة وبعلمه الغزير, ولكن هناك اقاويل حول
نشأته, حيث قيل انه من ابناء فرعون من احدى جواريه ولكن امه خافت عليه من
بطش الملكة فالقت به في النهر في قارب وعثر عليه والداه اللذان ربياه حتى
صار شابا يافعا.
وبغض النظر عن كون ذلك حقيقة ام لا, فانه مما لاشك فيه ان سنوحي كان قريبا
جدا من فرعون ,ولكن توفي الملك نتيجة بعض المؤامرات, وخاف سنوحي من اتهامه
بالاشتراك فيها,فهرب مسرعا من البلاد الى الشام, وتنقل هناك بين المدن
وعاونته شهرته كطبيب على الوصول الى مكانة عالية.
لكن بعد ان تقدم به العمر, استبد به الحنين لموطنه,وارسل لفرعون مصر
يستعطفه كي يعود لبلاده, ليموت ويدفن في ارضها, وعفا عنه فرعون, وعاد سنوحي
لبلده.
وهناك عدة صياغات للقصةوبعضها فيه احداث اخرى, وسأترككم مع بعضها:
وصل مبعوث من مصر الى بلاد الشام , وبينما كان يتحدث مع الحاكم طلب الحاكم
من سنوحي ان يتحدث اليه فقال المبعوث مندهشا: "سنوحي؟ لكن هذا اسم مصري".
أمونينشي": "إنه مصري.. لقد عثرت عليه وهو مشرف على الهلاك من العطش والخوف
منذ ثلاثين عاماً مضت.. وبقي معنا وتعلم كيف يرعى الغنم ويحميها من
الأسوُّد.. لكن بذور الخوف مازالت مزروعة بداخله".
"ومما يخاف؟"
"سوف يخبرك هو بنفسه"
وبعد دقائق معدودات، رأى "باحور" رجلاً عجوزاً رمادي الشعر هزيلاً متغضن الوجه. إليك ما سمعه من هذا الرجل:
اسمي "سنوحي".. رافقت "سنوسرت"، الابن الأكبر وولي عرش الفرعون
"أمينمحات".. حيث عسكرت قوات فرعون التي كانت تحت قيادة "سنوسرت" على
الحدود مع "البدو". ولكن في إحدى الليالي، اختفى "سنوسرت" صقر السماء مع
أقرب أصدقائه وأخلص حاشيته. لم يعرف أحد من الجيش إلى أين ذهب. ونادتني
الروح الشريرة التي تسمي "الفضول" وحثتني أن أقترب من إحدى الخيام. وسمعت
أصواتاً تقول، إن فرعون محيا السماء وطلعتها البهية اختفى وراء الأفق، فقد
ارتفع حاكم مصر العليا والسفلى إلى السماء ولحق بالشمس.. وإن هذا الذي لا
أريد أن أنطق باسمه هو الذي وقع عليه الاختيار وعليه أن يسرع إلى البلاط
قبل أن يصل إليه "سنوسرت".
وحينما سمعت ما كانوا يقولونه، ارتجفت من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي. فلسوف ينشب في العاصمة نزاع وتثور فيها فتنة وتحل بها الكارثة.
واختبأت بين الأغصان، بينما الجنود يتدافعون ذهاباً وإياباً. ظننت أنهم
يبحثون عني أنا من علمت السر، ومن ثم لبثت في مخبأي. وعندما حل الظلام،
انطلقت في طريقي. ووصلت إلى نهر النيل، عبرته في قارب. وعاونتني الريح
الغربية. وسرعان ما وصلت إلى جدار مبني كحائط صد ضد البدو. وزحفت إلى ما
ورائه من بين الأغصان؛ لأنني لم أرد أن يراني الحراس. وإلى جانب البحيرة
السوداء العظيمة، أحسست بالعطش. وكانت الرمال تحشو ما بين أسناني، وهذا هو
ما اعتقدت أنه طعم الموت.
ثم سمعت ثغاء الأغنام. فعاد قلبي إلى ما بين ضلوعي. وأعطاني الرعاة البدو
الماء لأشرب ثم الحليب المغلي. وتنقلت من أرض إلى أرض، حتى وصلت إلى أملاك
القائد "أمونينشي". وطلب مني البقاء.. ووثقت فيه.. وزوجني ابنته الكبرى،
وتركني أختار قطعة أرض، طرحت عنباً وتيناً. ورزقت بثلاثة أبناء. إنهم الآن
رجال، وكل منهم شيخ قبيلة. لكن قواي تخور وتضعف، ووهن العظم مني، وفقدت
عيناي البريق. وأنا لا أريد أن أموت في بلد أجنبي. فوفقاً لعادات أهل هذه
الأرض، يقذف بجثث الموتى للضباع الكاسرة والطيور الجارحة.
قال "المبعوث": "إن قسمتك ونصيبك يدعوان إلى الرثاء يا سنوحي.. إنك كثور
تائه في قطيع غريب عنه. إن قلبي ليأسى لك.. فهنا لن تكون لك مقبرة وسوف
تشارك البدو مصيرهم".
خر "سنوحي" على الأرض، وجسده يهتز من النشيج ويرتج بالنحيب.
قال باكياً وهو يتعلق بقدمي "المبعوث": "اعمل لي معروفاً.. أبلغ الرب أنني
علمت سراً ملكياً عن طريق الصدفة، لكنني حملته معي إلى أرض بعيدة، ولم أسبب
ضرراً لأي أحد".
قال "المبعوث" وهو يطلب من الرجل أن ينهض: "الرب رحيم.. وهو سيغفر لك ذنبك إذا ساعدتني على أن أعود إلى مصر".
صرخ "سنوحي" في سعادة بالغة: "نعم، نعم.. سأفعل كل شيء تقول به".
مرت سنة. وأتت قافلة تجارية إلى أرض "ريجنو". أتت معها رسالة موجهة إلى
"سنوحي". قرأالرجل العجوز لفافة البردي التي أُعطيت إليه، وانهمرت الدموع
على خديه.
تقول الرسالة: "لقد سافرت بعيداً.. دفعك قلبك الخائف إلى أن تهرب من بلد
إلى آخر. عشت سنوات كثيرة مع البدو، وكنت مثل بدوي أنت نفسك. لكننا نتذكرك
كما كنت في يوم من الأيام. لذلك عد إلى العاصمة وقَبِل ترابها. ولسوف تعود
قذارة جسدك إلى الصحراء. سوف تُعطى ملابسك إلى هؤلاء الذين يعيشون وسط
الرمال. ولسوف يدهن جسدك ويضمخ بالزيوت العطرية ويُلف بالكتان المندى. لن
تموت في الخارج. سيصنع من أجل مومياوتك صندوق من خشب الأرز، ويوضع جسدك على
عربة تجرها الثيران المخصية، وتتقدمها مسيرة المنشدين، ويرقص الأقزام على
باب مقبرتك. فهيا عد يا سنوحي، هيا ارجع".
منقول بتصرف
وهناك حكاية اخرى لسنوحي يقال انها من مذكراته:
يقول (سنوحي) في مذكراته:
(كنت أمشي في شارع من شوارع مصر و إذا بالرجل الوجيه الشريف الثري المعروف
(إخناتون) ملقى على الأرض مضرجاً بدمائه و قد قطعت يداه ورجلاه من خلاف و
جدعت أنفه و ليس في بدنه مكان إلا و فيه طعنة رمح أو ضربة سوط و هو قاب
قوسين أو أدنى من الموت، فحملته إلى دار المرضى و جاهدت جهاداً عظيماً
لإنقاذه من الموت، و بعد شهرين أو أكثر و عندما أفاق من غيبوبته قص عليّ
قصته المحزنة المفجعة قائلاً:
لقد أمرني الفرعون (أمفسيس) أن أتنازل له عن كل شبر أرض أملكه و أن أهبه
أزواجي و عبيدي و كل ما أملك من ذهب و فضة، فاستجبت لما أراد بشرط أن يترك
لي داري التي أسكن فيها و معشار ما أملكه من الذهب و الفضة لأستعين بها على
معيشة
أولادي، فاستثقل فرعون هذا الشرط و استولى على كل ما كان عندي، ثم أمر بأن
يفعل بي تلك الأفاعيل الشنيعة و ، أطرح في الشارع عارياً لأكون عبرة لمن
يخالف أوامر الإله (أمفسيس).
ودارت الأيام و إخناتون المسكين يعاني الفقر و الحرمان و كل أمله في هذه الدنيا هو القصاص من فرعون الظالم و لو على يد غيره.
ومات الفرعون و حضرت مراسيم الوفاة بصفتي كبير الأطباء، فكان الكهنة يلقون
خطب الوداع مطرين الراحل العظيم و كانت الكلمات التي يرددونها لا زلت
أتذكرها جيداً، فقد كانوا يقولون: (يا شعب مصر، لقد فقدت الأرض و السماء و
ما بينهما قلباً كبيراً كان يحب مصر و ما فيها من إنسان و حيوان و نبات و
جماد. كان للأيتام أباً و للفقراء عوناً و للشعب أخاً و لمصر مجدداً. كان
أعدل الآلهة و أرحمهم و أكثرهم حبّا لشعب مصر. ذهب (أمفسيس) لكي ينضم إلى
الآلهة الكبار و ترك الشعب في ظلام).
ويضيف (سنوحي):
وبينما كنت أصغي إلى كلام الكهنة و دجلهم في القول و أندب حظ مصر و شعبها
المسكين الذي يرزح تحت سياط الفراعنة و الكهنة معاً، و بينما كانت الجماهير
المحتشدة التي لقي كل فرد منهم على حدة من بطش فرعون و سياط أذى و عذاباً
تجهش بالبكاء: سمعت رجلاً يبكي كما تبكي الثكلى و صوت بكائه علا الأصوات
كلها؛ و يردد عبارات غير مفهومة، فنظرت مليّاً و إذا صاحب البكاء هذا هو
إخناتون المعوق العاجز الذي كان مشدوداً على ظهر حمار.
وأسرعت لأهدئه بعض الشيء، فقد ظننت أنه يبكي سرورا و ابتهاجاً على وفاة
الظالم ظلمه إلى حد الموت بالتعذيب، و لكن إخناتون خيب مالي عندما وقع نظره
عليّ أخذ يصرخ عالياً بقوله:
(يا سنوحي؛ لم أكن أعلم أن (أمفسيس) كان عادلاً و عظيماً و بارّاً بشعبه
إلى هذه المرتبة العظيمة الا بعد أن سمعت ما قاله كهنتنا فيه(!!) و ها أنا
أبكي يا سنوحي لأنني حملت في قلبي حقداً على هذا الإله العظيم بدلاً من
الحب و الإجلال طوال سنوات عديدة، حقّاً لقد كنت في ضلال كبير).
ويقول (سنوحي):
وعندما كان إخناتون يكرر هذه الكلمات بإيمان راسخ كنت أنظر إلى أعضائه
المقطوعة و صورته المشوهة و أنا حائر فيما أسمع و كأنه قرأ ما يدور في خلدي
و إذا به يصرخ فيّ بملء شدقيه:
(لقد كان (أمفسيس) على حق فيما فعله بي؛ لأنني لم أستجب إلى أوامر الآلهة و
هذا هو جزاء كل من يعصي الإله الذي خلقه و أحبه، وأي سعادة أعظم للمرء من
أن ينال جزاء أعماله الذي يستحق على يد الإله لا على يد غيره)!!
من هو (أمفسيس) هذا؟
كان (أمفسيس) كاهناً صغيراً في شبابه يشرف على تحنيط و دفن الموتى في
المقابر العامة و يأخذ أجراً زهيداً مقابل عمله؛ فادعى في غفلة من الزمن
ملكية المقابر و زاد في أجره؛ فقبل الناس ادعاءه و خضعوا لما فرضه عليهم من
ضريبة جديدة.
ثم ادّعى ولاية المدينة فخضع الناس لولايته بدون اعتراض؛ فبدأ يحكم الناس و هم بما يأمرهم مطيعون.
ثم ادعى الملكية؛ فبايعه الناس على ذلك؛ فأصبح الملك (أمفسيس).
وعندما رأى ان ارادته تفرض على الناس بدون أدنى مقاومة أو أي اعتراض ادعى
الألوهية؛ ووافق الشعب بذلك؛ وسجدوا له طائعين؛ فكان (أمفسيس) فرعون مصر.
ثم بدأ يحكم الشعب بالنار و الحديد فكان عهده عهد خراب و دمار لم يكن له
مثيل من قبل.
وأصبح فرعون من فراعنة مصر، حكمها بالنار و الحديد طوال عشر سنوات، دخل في
حرب خاسرة مع بلاد النوبة الجارة؛ قتل فيها خمس شعب مصر، خرّب المزارع؛ و
قطع الأشجار؛ و أباد شباب مصر متهماً إياهم بالهزيمة في الحرب التي شنها ضد
النوبة، وأحرق العاصمة في إحدى ليال مجونه كما فعل بعده (نيرون) بسبعة
قرون؛ الذي أحرق روما عاصمة الرومان.
لقد كان عهد (أمفسيس) أسوأ عهد عرفته مصر في تاريخ الفراعنة الذين حكموها
مبتدئاً من الأسرة الأولى حتى الأسرة الخامسة التي كان (أمفسيس) أول
أفرادها.
منقول
تدعم هذه القصة فكرة ان سنوحي كان في اواخر عهد اخناتون وبداية عهد تال له
لكن هناك شيء غير مفهوم, فقد قتل اخناتون بيد الكهنة ثم تولى بعده زوج
ابنته توت عنخ امون, وهذه الاحداث لاتتفق مع ذلك, ترى هل تدخل الخيال في
كتابة هذه المذكرات؟ ام ان بها قبس من الحقيقة؟
(4)
قصة الصدق و الكذب او ماعت و جيريج
قصة اخرى من الادب الفرعوني, ولكنها تدور كلها في عالم من الخيال
وفيها العديد من العظات والتي كانت توجد في العديد من القصص الفرعونيةحيث
كان الهدف الاساسي لقصص عديدة هو ايصال حكمة مغلفة باسلوب ادبي انيق
لاينفروسأترككم مع القصة
في الزمن الذي كان رع يحكم فيه مصر كبشر فان ،عاش شقيقان ،الصدق و هو طاهر
من الخطايا يعيش وفقا لقوانين ماعت ،بينما يمتلك شقيقه الكذب اكثر القلوب
سوادا،و في احد الايام طلب الصدق من اخيه الكذب ان يستعمل سكينا من سكاكين
اخيه.و تردد الكذب لكنه وافق .و عند انتهاء اليوم اكتشف الصدق انه اضاع
سكين اخيه،فرجاه ان يسامحه ووعده بان يعوضه بدلا منها بافضل منها لكن الكذب
اصر بان السكين كان سكينا غير عادي و لا يمكن تعويضه لكن الصدق من جانبه
اصر بانه كان عاديا و انه سيعطي اخاه واحدا احد منه و اكبر حجمالكن لكذب
تعلق بسكينه الذي اصبح فجاه غير عاديا!و شعر الصدق بالعجز امام اخيه الكذب
----------------------------------------------------
احضر الكذب اخيه الصدق امام تاسوع الهة لونو ليحكموا بينهما و اصر علي
ادعاءاته بينما الصدق ماخوذا بمدي زيف شقيقه ووقف في رهبه بينما حكم لالهه
لصالح شقيقه لانه عجز ان يدافع عن نفسه.و حينما طلب الالهه من الكذب ان
يحدد العقوبه التي يراها ردا لحقه اجاب بان تؤول جميع ممتلكات اخيه اليه و
ان يعمل الصدق خادما عنده بعد ان تقتلع عينيه
-------------------------------------------
بعد ان تم تنفيذ الحكم و شاهد الكذب شقيقه اعمي ،شعر للمره الاولي بالذنب،و
لم يستطع تحمل الشعور ،فامر بقتل الصدق ،وشعر رجال الكذب بالشفقه علي
سيدهم السابق فقرروا ان يتركوه وسط الجبال الوعره مع بعض المؤن ،وان يتركوا
مصيره للالهه
-------------------------------------
و تلمس الصدق طريقه عبر الجبال بينما يتناقص ما لديه من مؤن .ورقد ليستريح
متمنيا الموت ليتخلص مما هو فيه،و بعد وقت قصير مرت امراه جميله و خادمتها
،فعثرت علي الشاب العاجز الكفيف،وهو علي شفا الموت واخذته الي عزبتها ،و
امرت له بحمام من الزيتون و اطعمته افخر الطعام و البسوه ملبس من الكتان
،ثم منحته وظيفة حارس الباب،و لكن سرعان ما اصبحا عشيقين،و نتيجة لذلك ولدت
منه طفلاكبر ليصبح رجلا قويا ،ووسيما وفي احد الايام تساءل من ابوه و توسل
الي امه كي تخبره فاشارت الي الصدق الذي كان يجلس كفيفا حارسا للباب و
اخبرته انها احبته حبا حقيقيا لكن القوانين تمنع زواج سيده من النبلاء
بواحد فقير كفيف
-----------------------------------------
اشتد غضب الشاب علي نحو بالغ ،و تحدث الي امه بتحد للمره الاولي.و اعلن ان
والده لن يجلس بعد اليوم كخادم و حارس علي البوابات .و ذهب الي الصدق واخذ
بيده الي العزبه،و البسه ملابس النبلاء،و شعرت الام بفخر شديد واقامت حفله و
اعلنت فيها ان الصدق لم يكن فقط والد ابنها و انما كان ايضا حب عمرها
-----------------------------------------
هنا تعجب الابن من معاناة والده و لم يكن امام الاب الا ان يخبر ابنه
بالقصه كامله فتعهد ابن الصدق بالثار،و في اليوم التالي اختار الابن افضل
الثيران و اكبرها و اتجه الي عزبة الكذب و في طريقه ،توجه الي راع للغنم و
اقنعه ان لديه عملا يستغرق منه بضعة ايام ،و لن يستطيع ان ياخذ الثور معه
،و طلب منه ان ياخذ الثور عنده و اعطاه مبلغا من المال نظير رعاية الثور
ووافق الراعي،
------------------------------------------------
خلال هذا الوقت مر الكذب بالراعي لينتقي ثورا لوليمه سيقيمها في بيته
فاعجبه الثور فاختاره فاخبره الراعي بانه ليس للبيع و انه يعتني به لحساب
اخر سيعود لكنه ازعن للامر في النهايه و اعطاه الثور،وفي اليوم التالي اتي
ابن الصدق لياخذ الثور وحاول الراعي ان يعطيه اي ثور بدلا منه لكنه ابي و
رفض ،و اشتد سخطه و رفع دعوي الي الهة لونو التسعه قائلا بان ثوره ليس له
اي مثيل بين الثيران و انه يبلغ من الطول عشرة اقدام و انه لا يوجد اي بديل
او شبيه له
لكن الكذب اكد انه كان فقط يزيد قليلا عن باقي الثيران كما انه و الهة لونو
التسعه دهشوا من وصف الابن لثور عملاق لم يراه اي انسان ابدا،و هنا رد
الابن و كشف عن شخصيته قائلا :و هل راي احد سكينا كالتي وصفها الكذب هنا
قبل سنوات ؟ففضح خداع و اكاذيب عمه امام الالهه التسعه
------------------------------------------
حول الالهه انظارهم الي الكذب الذي طلب المغفره و لانه متاكد ان الصدق قد
قتل علي ايدي رجاله اقترح في دهاء انه لو كان الصدق حيا فانه يقبل ان يعاني
نفس المصيرالذي كان علي اخيه ان يواجهه و سر الالهه بهذا الاعتراف و
اختيار العقوبه،و ارسلوا من يبحث عن الصدق و احضروه امام الجمع ففزع الكذب
لمراي اخيه و فزع اكثر عندما وجد انه يجر الي عقوبة الموت التي نطقها
بلسانه،اما الصدق فلم يستعد املاكه فحسب بل ان الالهه كانوا رحماء به فردوا
اليه بصره ،و لما استعاد وضعه كرجل نبيل مضي قدما كي يتزوج من ام ابنهما
الرائع
-----------------------------------------------