بياض الثلج أوشـــو ســـــــوبـر
عدد الرسائل : 847 العمر : 34 المزاج : متقلب الأوسمة : تاريخ التسجيل : 22/06/2009
| موضوع: كاره نفسك والدنيا والعيشه ؟ السبت يوليو 03, 2010 12:44 pm | |
| زهقان ؟؟؟ متدايق ؟؟؟ المذاكرة قارفاك ؟؟ "دادي" خانقك ؟؟ جيرانكم مزهقينكم ؟؟؟ انت نفسك .. مخنوق من نفسك ؟؟ و كاره نفسك و العيشه و اللي عايشينها و الدنيا باللي فيها ؟؟ ما فيش اي حاجة مزهقاك و مكرهاك في دنيتك ؟؟ أكيد طبعا فيه و أكيد نفسك العملية تتظبط بقى و الدنيا تمشي معاك و "العملية" تمشي زي "السكينة في الحلاوة" ؟؟ أحب أقول لك في البداية بس .. إن دي حاجة طبيعية خالص !!!! أيوه مش مصدق ليه ؟؟ طبيعي يابني ,, و أقول لك ليه ... خد لك نفس الأول كدة .... لأ ما تفهمنيش غلط قصدي نفس هواء .. شهيق يعني ,, مش من اللي بالي بالك خدت النفس ؟؟ و لا مستخصره هو كمان ؟؟ ده ببلاش يا عم ,, خد لك "نفسين" كمان يا راجل ... نبدأ بقى ... انت ايه اللي جنابك معترض عليه في الدنيا دي ؟؟ القرف اللي فيها يعني ؟؟ مشاكل و ضغوط و قرف و زهق بسبب و من غير سبب و ...... من الآخر .. عيشة صعبة خالص !!! طيب و هو جنابك كنت عاوزها تبقى سهلة يعني ؟؟ ما ينفعش يا "عمُنا" .. لأن دي هي طبيعة الدنيا : طُبعت على كدرٍ و أنت تريدها *** من غير أكدارٍ و لا أقذاء و مكلف الأشياء ضد طباعها *** متطلبٌ في الماء جذوة نار !!! من الآخر يعني .. هي دار بلاء و شقاء .. مكان مقرف من الآخر ... يعني ما تطمعش انك تلاقي فيه السعادة و الحاجات دي ,, و بعدين هي زي ما قال الرسول -صلى الله عليه و سلم- : "الدنيا سجن المؤمن , و جنة الكافر" , يعني لازم تحس إنك محبوس فيها , و لو كانت "ماشية معاك حلاوة" .. راجع نفسك أحسن تبقى ..... و لا بلاش !! غير كدة كمان ... دي كل ما تشتد عليك في البلاء , أحسِن الظن بالله في أن تكون من أولئك الذين قال فيهم رسول الله : " أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على قدر دينه ، فإن كان دينه صلبا ، اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ، ابتلي على حسب دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد ، حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة " و في رواية " وإن كان في دينه رقة .. هُوِّن عليه " تاني "هام" يا سيدي .. دلوقتي احنا عرفنا إنها "وحشة" و مليانة بالمصائب و المتاعب .. نعمل إيه يعني ؟؟ نموت نفسنا يعني ؟؟؟ لا , و لا تموت نفسك و لا حاجة ,, طيب هو إنت مش لو قرأت في سير السابقين من الصالحين و قبلهم الأنبياء كانوا مبتلين كما سبق و بينّا , طيب كانوا سعداء و لا كانوا محزونين ؟؟ لا طبعا كانوا سعداء !!! طيب إزاي مع إن المحن اللي هم كانوا فيها كانت أشد من اللي احنا فيها ؟؟ ببساطة ... كانوا بيستمتعوا !!! أيوة بيستمتعوا ,, و انت لو عرفت هم كانوا بيستمتعوا ليه ؟؟ هتستمتع زيهم إن شاء الله ...لما تسمع قول رسول الله " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء .. و إن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم .. فمن رضي فله الرضا , و من سخط فعليه السخط " و قوله : "فما يبرح البلاء بالعبد ، حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة" و غيرها من الأحاديث الكثيرة في باب الابتلاء و المرض و نحوه , أنها تكفر الخطايا ....طيب ما هو ممكن البلاء بتاعنا يبقى "مش اللي هو" يعني ... يعني يبقى مش جامد قوي ,, و لا هو في حاجة .... خالصة زي الأنبياء و الصالحين !! إزاي يعني ؟؟يعني يكون مثلا إن واحد "تعلق قلبه" بواحدة , و بيجاهد نفسه و الشيطان , و كل شوية تجيله الأفكار و الذكريات و يقعد يحاول يطردها أو واحد البلاء بتاعه في الذنوب اللي مش عارف يبطلها و اللي بيحبها كمان , بس كل شوية يتوب و يبقى قوي , و شوية يرجع تاني و بعد شوية يجاهد نفسه تالت و هكذا .... يعني مش بيجاهد الكفار مثلا و لا بيحتمل أذاهم زي الأنبياء و لا الحاجات الكبيرة دي ؟؟ ده يعتبر بلاء في الدنيا و حاجة الواحد يُثاب عليها ؟؟ و ياخد عليها حسنات ؟؟ طبعا -إن شاء الله- , طالما بتعمل كده لله يبقى إن شاء الله ربنا هيثيبك عليه و هيساعدك , و قبل ما نخلص النقطة دي .. أحب أقول بس , إنك المفروض ما تيأسش في حكاية التوبة و الرجوع طول ما انت بتتوب يبقى انت على الطريق الصحيح , كما قال صلى الله عليه و سلم : "ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب , يعتاده الفينة بعد الفينة , أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا , إن المؤمن خُلق مفتَنا , توابا نسيا , إذا ذُكِّر ذكر" و ما نفهمش من الحديث ده إن كل واحد يختار له ذنب يبقى هو الذنب بتاعه خلاص بقى يعمله على طول الخط !! لا إنما كما في آخر الحديث "مفتنا , توابا نسيا" يعني بيعود و بيتوب طول حياته جهاد مستمر .. مثله مثل حديث : "إن عبدا أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفره فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا فقال: ربي أذنبت آخر فاغفر لي قال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت آخر فاغفر لي قال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به ؟ قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء" هذا لا يعني أنه يكفر بقى أو يعمل أي حاجة .. لا فليعمل ما شاء إذا كان هذا ديدنه من التوبة و الرجوع بعد الذنب و لمعلوماتك ,, أي بلاء ,, أي حاجة تصيبك في الدنيا حتى و لو كانت صغيرة جدا , ستؤجر عليها إذا ما احتسبتها عند الله ,قال رسول الله : "ما يصيب المسلم من نصب و لا وصب و لا هم و لا حزن و لا أذى و لا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" نرجع تاني للدنيا و البلاء فيها .. دلوقتي احنا عرفنا إن الدنيا مجبولة و مخلوقة على الشقاء و البلاء للمؤمنين ,, و عرفنا إزاي نتعايش مع البلاء ده بإننا نحتسب الأجر عند الله و إن البلاء أيا كان قدره فسنثاب عليه إن شاء الله طيب فاضل حاجة قبل الأخيرة ,, ساعات فعلا بيبقى البلاء شديييييييييييييييد قوي لا لا , مش هقدر أستحمله !!!! مش هقدر أصبر عليه , أنا أنتحر أو أهج أو أبيع مبادئي أو ......... ببساطة خالص يا سيدي .. مين اللي ابتلاك ؟؟ الله عز و جل , طيب إذا كان ربنا بيقول "ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير" يعني هو عارفك و عارف احتمالك و قدرتك قد ايه , و عارف انك تقدر تستحمل البلاء اللي انت فيه ده لأن ده قدرك و قدرك كبير يبقى البلاء كبير "يبتلى المرء على قدر دينه" و شوف نفس الحديث .. سبحان الله , في رواية منه " وإن كان في دينه رقة .. هُوِّن عليه " شوف رحمة ربنا , و اللفظ الجميل "هُوِّنَ عليه" سبحان الله "ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير" بلى و الله يعلم يعني لو قلت , ياااااه ده أنا البلاء اللي أنا فيه ده من الفقر مثلا , شديد قوي أو مثلا أبويا خانقني في البيت أو مراتي معكننه علي عيشتي ده أنا لو كنت مكان زميلي فلان اللي يا دوب عنده فشل كلوي مثلا بس مراته "ست أميرة" و لا حتى ياسيدي زي "مودي" اللي بيجي الكلية متنرفز لما "دادي" بتاعه ما بيرضاش يديله العربية كان زماني قادر أصبر !!!! عمرك يا زعيم حتى لو انت مكان "سي مودي" ده هو البلاء بتاعه "متفصل" على قده هو مثلا ما عندوش دم ما بيحبش العلاقات الأسرية ما حدش بيهتم بيه في البيت و هو و لا همه انت مثلا لو كنت مكاته مع العربية و الكلام ده بس ما كنتش هتستحمل الحاجات التانية اللي هو مستحملها , لأنه كل واحد ربنا أعلم بيه و أعلم بما يُصلحه , يبقى كن واثق تمام الثقة أن ما أنت فيه من بلاء أنت قادر عليه و أن الله ما ابتلاك به إلا و هو يعلم مقدرتك على تحمله و إلا لكان هونه عليك كما في الحديث , فاحمد الله و اشكره . تبقى نقطة أخيرة -يا عم خلص بقى زهقنا - يا عم الشيخ إنت من أول الكلام عمال تقول البلاء و المؤمن و المؤمن و البلاء , طيب إزاي أعرف البلاء ده إذا كان فعلا علشان ربنا بيحبني و بيمحصني من الذنوب و لا بيعاقبني ؟؟؟أقول لك يا سيدي أولا أنا مش عم الشيخ و لا حاجة أنا زيي زيك , و و الله أنا أوجه الكلام ده لنفسي قبلك , و ما كتبته إلا حين أحسست أنني أريد أن أتعظ به , ثانيا , تعرف إزاي بقى ؟؟ إذا كان الابتلاء للتمحيص و لا للعقوبة ؟؟؟ ببساطة ... من نفسك و من ردة فعلك ,, "فمن رضي فله الرضى" و هياخد الحسنات و الأجر و كل الحاجات الحلوة اللي قلنا عليها , "و من سخط فعليه السخط" اللي يُبتلى و يسخط على البلاء و لا يرضى عن قضاء الله و يقعد بقى, ليه يا رب كده ؟ هو انت بتعمل فيه كده ليه -و الله فيه ناس بتقول كده جهرا - , و تلاقيه بقى يقلبها صياعة و يزداد غيا و بعدا على بعده و قال ما هي كده كده بايظه أطيع قع في مشاكل و أعصي أقع في مشاكل برضه !! يبقى خلينا بقى في "الضياع" و خلاص يبقى ده بلاء عقوبة و ليس تمحيصا , و كنت سمعت إجابة للشيخ أبو إسحاق الحويني -على ما أذكر- على مثل هذا السؤال , فأجاب : لو إن البلاء قرب الواحد من ربنا , يبقى ده تمحيص , أما لو بعده عن الله فهذا بلاء عقوبة ليزيده الله إثما . و أخيرا نذكر كلاما لابن القيم يقول فيه "إن الله لم يبتلي عبده ليهلكـه ، وإنما ابتلاه ليمتحـــن صبره وعبوديــتـــــه ."و كما قال سيد المرسلين "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر و كان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" فوطن نفسك على البلاء , و تذكر أن العبد في الدنيا ما هو "إلا كراكب استظل بظل شجرة ثم قام و تركها " و أن البلاء لا ينفك عن الدنيا و عن عباد الله المؤمنين و أن الله لا يبتلي ليعذب و إنما لمحص و ليُثيب و أن البلاء صغر كان أو كبر فأنت مثاب عليه و مهما كان البلاء , فأنت قادر على تحمله لأن الله و تعالى أعلم بك و يعلم أنك تتحمله , و لا تجعل بلاءك في الدنيا عقابا بسخطك عليه , لكن اجعله ثوابا برضاك و صبرك و جزاكم الله خيرا على حسن قراءتكم لما كتبته "لنفسي" و إياكم , و لا تنسونا من دعوة صالحة بظهر الغيب فما كان من توفيق فمن الله و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين . [/size] | |
|